الدعاية الإعلامية البيضاء: قوة التأثير الإيجابي في عالم الإعلام الدكتور مهند العزاوي
الاعلام - الدعاية البيضاء
الدعاية الإعلامية البيضاء: قوة التأثير الإيجابي في عالم الإعلام
الدكتور مهند العزاوي*
يعتبر الاتصال الذرة الأساسية في بيئة التفاعل الدولية والمحلية ، وركن أساسي في عمل الاعلام والسياسية والاقتصاد والمجتمع، وهنالك أبعاد أخرى تتعلق بالمستوى الاتصالي ، كالأسلوب والأداء الاتصالي ، وكذلك الوظائف التي يحققها الاتصال. ومن غير الممكن ان تصور وجود مجتمع ما أو فعالية اجتماعية بلا عمليات اتصالية، او بدون عناصر الاتصال ، حيث لن نتمكن من تحقيق التواصل الذهني والتخطيط الفكري لكل ماهو ملموس ومدرك ، أو ايصال المعايير والقيم والمضامين الثقافية الى الجمهور ، وتعد عمليات الاعلام والتواصل المؤسسي والاجتماعي ذو أهمية كبيرة.
الاتصال عصب الدعاية الاعلامية
يُمكننا تعريف الاتصال بعدة تعريفات، وأكثرها وضوحا هو ” العلاقة التي تربط بين شخصين أو شيئين أو مجموعة من الأفراد أو الأشياء، كما أنه الرابط الذي يجمع عدة أمور أو أشخاص ببعضهم البعض، ويعبر عن العلاقة مع المعارف أو الأصدقاء أو الأقارب، وإيصال المعلومات فيما بينهم من خلال الإشارات أو الإيماءات أو اللغة”.
وتعتمد بيئة الاتصال على عدد من العناصر الأساسية لتامين الاتصال وهي المرسل الذي يُعد الرسالة وينتخب الوسيلة، ويرسلها الى المستقبل ، الذي يستلمها بدوره ويرد عليها ويتفاعل معها، وتسمى تلك بالتغذية الراجعة
وتعتبر الدعاية الإعلامية البيضاء واحدة من ابرز عمليات الاتصال، بغض النظر عن هدفها وطبيعة جمهورها المستهدف، وتعد من الأدوات الهامة في عالم السياسة والإعلام والاقتصاد والإعلان، حيث تستخدم لترويج البرامج الحكومية، والسياسات العامة ، وكذلك الشؤون الاقتصادية المتعلقة بالطاقة والغذاء والنقل وعمل ، الشركات كالمنتجات والخدمات ، بشكل إيجابي ومفيد دون اللجوء إلى التلاعب أو الأكاذيب.
تعريف الدعاية البيضاء
يمكننا تعريف الدعاية الإعلامية البيضاء بأنها المحتوى الإعلامي الشفاف والواضح الذي يبث عبر وسائل الإعلام لتقديم معلومات صحيحة ومفيدة للجمهور، بهدف نشر الوعي وبناء الثقة. وهذا النوع من الدعاية يطرح للجمهور بنزاهة، ويهدف إلى تقديم معلومات دقيقة ومفيدة من الدولة الى الجمهور لتساعد الناس على اتخاذ قرارات مستنيرة ، وتوعية المجتمعات من ظواهر وازمات محتملة.؛ وتهدف الدعاية الإعلامية البيضاء أيضا إلى بناء الثقة بين الجمهور والشركات، والمساهمة في نشر الوعي بمنتج ما أو الخدمات بطريقة إيجابية.
ويشير المصطلح “بيضاء” في هذا السياق بالنزاهة والشفافية، حيث تتجنب الدعاية الإعلامية البيضاء أي تلاعب أو معلومات مضللة. وبالتالي، تعتبر الدعاية الإعلامية البيضاء منهجًا أخلاقيًا موثوقًا يهدف إلى تحقيق الفائدة المشتركة بين الدولة والمجتمع وبين الشركات والجمهور.
اهمية الدعاية الإعلامية البيضاء
- نقل المعلومات بدقة: وتسعى الدعاية البيضاء إلى نقل المعلومات بدقة وصدق، مما يساعد الجمهور على اتخاذ قرارات مستنيرة. وعندما يثق الناس في المصادر الإعلامية يعتمدون تلك المعلومات التي تقدمها، ويمكن بذلك تعزيز التواصل الاجتماعي والتفاهم بين مختلف الفئات في المجتمع.
- تعزيز الوعي: تساهم الدعاية الإعلامية البيضاء في زيادة الوعي بقضايا مهمة مثل الصحة والبيئة والتعليم والأزمات والكوارث. من خلال تقديم معلومات هامة وصحيحة، يمكن من خلالها تحفيز المجتمع على التفكير والنقاش واتخاذ إجراءات إيجابية.
- بناء الثقة: الثقة وهو الهدف الأساسي في أي علاقة إعلامية ناجحة. عندما يشعر الجمهور بأنه يتعامل مع وسائل إعلام موثوقة تقدم معلومات صادقة ومفيدة، يزيد ذلك من مستوى الثقة في هذه الوسائل ويجعلها مصدراً هاماً للمعرفة واستقاء المعلومات والتوجيهات.
- تعزيز الشفافية: تعتمد الدعاية الإعلامية البيضاء على الشفافية في تقديم المعلومات وتوجيهها. وهذا يعني أنها تقدم مصادر المعلومات، وتكشف عن أي تضاربات محتملة للمصالح، مما يساعد في تجنب الانتقادات والشكوك.
- تحفيز التنمية الاقتصادية: يمكن للدعاية الإعلامية البيضاء أن تسهم في تعزيز الاقتصاد من خلال دعم الأعمال وزيادة الطلب على المنتجات والخدمات. عندما تتم الدعاية بشكل نزيه وموثوق، يمكن للشركات والمؤسسات أن تحقق نجاحًا أكبر وتساهم في نمو الاقتصاد.
- محاربة الاشاعات: تحارب الدعاية البيضاء الاشاعات المغرضة والكاذبة التي تستهدف المجتمعات والدول وأيضا سمعة الشركات والمنظمات .
خاتمة
في ظل انتشار ظاهرة الاعلام التجاري والمحتوى الهابط وتنوع وسائل التضليل ، وظهور طبقة من الطارئين على الاعلام ، جعل الجمهور يعزف عن تتبع ومواصلة عدد كبير من وسائل الاعلام ، ويذهب الى وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف تطبيقاتها ، ويمكنني القول إن الاعلام الجاد أصبح سلاح فعال وحيوي، في حال وجدنا من يصنع الدعاية الإعلامية البيضاء ، التي تلعب دوراً هاماً في بناء علاقات إيجابية بين وسائل الإعلام والجمهور، وتسهم في نقل المعلومات بدقة وصدق. وتعتبر هذه النهج الإعلامي أساسياً لبناء مجتمعات مستنيرة ومعرفية، وتعزيز التنمية والتقدم في مختلف المجالات
*دكتوراه في الصحافة والاعلام
