صقر للدراسات – تقرير حالة – الحرب في أوكرانيا ستنتهي بالمفاوضات
دولي- الحرب في اوكرانيا - منتدى الراي
صقر للدراسات – تقرير حالة – الحرب في أوكرانيا ستنتهي بالمفاوضات
الأربعاء، 07 كانون الأول، 2022
تداولت الأوساط السياسية والإعلامية في الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا ” نظرية التفاوض” بين روسيا واوكرانيا وإيقاف الحرب الدائرة بينهما، وربما من المبكر التحدث عن نظرية انهاء الحرب بالأمد القريب ، نظرا لما تشهده ساحة الحرب من تحولات ومعارك طاحنة ودموية بين الطرفين ، فضلا عن ضبابية الأهداف الرئيسية من العمليات العسكرية المعلنة للطرفين ، لاسيما في ظل فاعلية الولايات المتحدة وحلف الناتو، وسياق الدعم العسكري والسياسي والإعلامي والمالي المتوالي لأوكرانيا ، وإصرار روسيا على تنفيذ أهدافها الاستراتيجية المتعلقة بأمنها القومي
ونجد ان جميع تلك العوامل قد تكون سببا في استبعاد نظرية وقف اطلاق النار والذهاب الى طاولة المفاوضات في الوقت القريب، وكذلك مؤشرات المسرح العسكري القلقة بين تقدم اوكراني واخر روسي ، هو الاخر لم يسمح لاي طرف بتقبل نظرية المفاوضات ، وقد استوعب العالم لأضرار الناتجة من الحرب بشكل مؤقت ، والتعايش بشكل نسبي لاسيما أزمات الطاقة والغذاء، وسلاسل التوريد والموصلات ومناطق التصدير وخطوط الموصلات وغيرها.
وقد نشرت مجلة فورين افيرز الامريكية مقالا بعنوان “الحرب الأوكرانية ستنتهي بالمفاوضات” في أكتوبر الماضي وبعنوان ثاني “الآن ليس الوقت المناسب للمحادثات، ولكن يتعين على أميركا أن تضع الأساس” وجاء فيها:
- جميع الحروب تقريبا تنتهي بالمفاوضات
- يثير تصعيد موسكو هذا الخريف شبح حرب أوسع نطاقا مع حلف شمال الأطلسي واستخدام الأسلحة النووية
- التكاليف الاقتصادية العالمية للصراع هائلة بالفعل ومن شبه المؤكد أنها ستزداد مع بداية فصل الشتاء.
- التوقيت المناسب للدفع باتجاه المفاوضات، وعند أي نقطة ستفوق تكاليف مواصلة القتال الفوائد.
- يتعين على صناع السياسة الأميركيين أن يحافظوا على جبهة مشتركة بين الغرب وأوكرانيا، وأن يأخذوا في الحسبان السياسة الداخلية الأوكرانية والروسية، وأن يتبنوا المرونة، وخاصة في العمل على تحديد العقوبات المفروضة على روسيا والتي يمكن رفعها من دون تقوية نظام بوتين.
- لقد اختار بوتين خوض مجازفات جديدة كبيرة بدلا من التراجع، مما يشير إلى أن هذه الحرب لن تنتهي من خلال الاستسلام الروسي البسيط.
- التداعيات الاقتصادية للحرب تنمو بسرعة. وفي أوكرانيا، دمرت المالية العامة؛ ومن الواضح أن هذه الموارد المالية العامة قد تعرضت للدمار. البلد ينفد من النقد. وكما قال المؤرخ الاقتصادي آدم توزي في سبتمبر/أيلول: “ما لم يكثف حلفاء أوكرانيا مساعداتهم المالية، فهناك كل الأسباب التي تدعو إلى الخوف من أزمة اجتماعية وسياسية على الجبهة الداخلية”.
- اصبحت أوروبا محاصرة في حبل المشنقة الخاص بها، حيث يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى تفاقم التضخم وزيادة احتمالات حدوث ركود عميق
- كلما كان أداء القوات الأوكرانية أفضل في ساحة المعركة، كلما كانت مناقشة التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض من موقع قوة أكثر صعوبة
- بالنسبة لكييف، فإن المخاطر أكبر، ومع وجود الاقتصاد الأوكراني في حالة من الفوضى بالفعل، فقد تقرر أنه ليس لديها الكثير لتخسره في المخاطرة بالتصعيد أو مواصلة الحرب. ولكن جهود أوكرانيا أصبحت ممكنة بفضل الأسلحة الغربية، والتمويل، والاستخبارات. وتتحمل الدول الأوروبية تكاليف اقتصادية كبيرة من الحرب
- اي خطر من التصعيد أو التبادل النووي يشكل تهديدا مباشرا للغرب نفسه. وللداعمين الغربيين لأوكرانيا مصلحة قوية في الحرب. يجب أن يكون لهم رأي في كيفية انتهائها.
- ستجد الحكومة الأوكرانية صعوبة في تقديم تنازلات بأي طريقة يبدو أنها تكافئ العدو. وإذا قبل زيلينسكي تسوية لا تحظى بشعبية، فقد يؤدي ذلك إلى هزيمته في صناديق الاقتراع. وفي ظل هذه الظروف، من المرجح أن ينجح الاتفاق الذي يشعر فيه الأوكرانيون بأنهم انتصروا إلى حد كبير.
- تميل العقوبات إلى التحول إلى سمات دائمة للسياسة الدولية، على الرغم من أن تأثيرها الاقتصادي والسياسي يضعف بمرور الوقت
- ومن المرجح أن يكون بعض تخفيف العقوبات عن روسيا شرطا أساسيا لنجاح اتفاق السلام، ولكن يجب على صناع السياسات التفكير مليا في العقوبات التي تستحق الرفع. على سبيل المثال، قد يكون السماح لروسيا بإعادة بعض احتياطاتها من النقد الأجنبي إلى الوطن كجزءا من صفقة لأنها جذابة للكرملين لتحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى القصير، ولأن إبقاء هذه الاحتياطيات مجمدة لا يفعل الكثير لإضعاف الاقتصاد الروسي على المدى الطويل.
- هناك ثلاثة ظروف قد يكون من المنطقي فيها أن تدفع الولايات المتحدة باتجاه التوصل إلى تسوية.
- الأول هو إذا استمرت القوات الأوكرانية في تحقيق نجاح كبير وبدأت القيادة في كييف في الحديث عن تحرير شبه جزيرة القرم. ونظرا لأهمية شبه جزيرة القرم بالنسبة للقادة الروس، فإن مثل هذا الهدف يزيد بشكل كبير من خطر لجوء بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية، مما يضر بالمعايير ضد الاستخدام النووي ويعرض الولايات المتحدة أو – على الأرجح – حلفائها في حلف شمال الأطلسي للخطر.
- الثاني هو إذا استعادت القوات الروسية زمام المبادرة واستعادت أراض كبيرة، خاصة إذا بدأت في التقدم من دونباس. وهذا من شأنه أن يشير إلى أن التعبئة الروسية قد نجحت وأن التسوية قد تكون ضرورية للحفاظ على سيادة أوكرانيا.
- الثالث هو إذا أصبح الجانبان عالقين في مأزق آخر، دون أن يتمكن أي منهما من استعادة الأفضلية. في مثل هذه الحالة، قد تستنتج الولايات المتحدة وأوروبا وحتى أوكرانيا وروسيا أنه لم يعد من المفيد تحمل التكاليف الباهظة لمواصلة الحرب
- تشير الغارات الجوية الأخيرة ضد كييف وغيرها من المدن الأوكرانية الكبرى إلى أن روسيا ربما تفكر في تصعيد أكبر. وهناك مخاطر وتكاليف كبيرة لاتساع نطاق الصراع
- حتى لو لم يحن الوقت بعد للتفاوض، يحتاج صانعو السياسات إلى استكشاف الظروف التي قد تدفع الولايات المتحدة في ظلها باتجاه إنهاء الحرب. وينبغي لهم أن يفكروا في كيفية الاستفادة بفعالية من العقوبات والمكاسب في ساحة المعركة لوضع أوكرانيا في أفضل وضع على طاولة المفاوضات. وربما الأهم من ذلك، ينبغي على صناع السياسات في واشنطن أن ينقلوا نتائج هذه المناقشات إلى كييف والعواصم الأوروبية من أجل تجنب الاختلافات الخطيرة المحتملة في المصلحة الوطنية بين أوكرانيا وشركائها الغربيين
The Ukraine War Will End With Negotiations | Foreign Affairs
صقر للدراسات
واقعية في التحليل
الأربعاء، 07 كانون الأول، 2022