القمح يتأثر بالفوضى العالمية ولا يمكن الاستغناء عنه
“لا شيء يعوّض غياب أوكرانيا”
وأوضح أبيس، وهو المدير العام لنادي التفكير في الزراعة “ديميتر” والباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “إيريس” في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن “لا شيء يعوّض غياب أوكرانيا”.
إنه أمر صعب جداً، القمح حبوب رئيسة في مجال الأمن الغذائي العالمي، يستهلكها مليارات البشر على شكل خبز أو دقيق أو سميد، ويزداد إنتاج الذرة ولكنها تُستخدم خصوصاً لتغذية الحيوانات أو للاحتياجات الصناعية.
منتج اجتماعي
وبعيداً من الجانب الغذائي، يبقى القمح منتجاً اجتماعياً وديمقراطياً إلى حدّ كبير، إذ يسمح بصنع طعام بتكلفة منخفضة، وغالباً ما يكون مدعوماً.
نعم لأنه ينقص ولا نستطيع إنتاج القمح في كل مكان، يتم إنتاجه في مناخ معتدل، ولا يوجد سوى نحو 10 دول تنتجه بكثرة ويمكنها التصدير، لا سيما روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة وأستراليا، وفي السنوات الأخيرة، خفّضت الولايات المتحدة إنتاجها لأنها فضلت الذرة وفول الصويا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، باتت أوكرانيا وروسيا أكثر الدول المنتجة للقمح، وشكلت أوكرانيا في السنوات الأخيرة ما بين 12 إلى 13 في المئة من إجمالي صادرات القمح العالمية.
ولدينا سياق جيوسياسي مروع، فتعددية الأطراف تعاني من نكسة، تضاف إليها فترات مناخية مقلقة، وموجات جفاف شديدة في جنوب حوض البحر المتوسط، وقلق في الولايات المتحدة وأوروبا، وتعاني الهند التي تمتعت بحصاد استثنائي، العام الماضي، ومخزون سمح لها بطرح محاصيل إضافية في الأسواق من جفاف قاسٍ ولن تتمكن من التصدير، وتتابع الأسعار ارتفاعها، علماً أنها كانت مرتفعة قبل الحرب.
مخاطر حقيقية
وأعلنت الهند بشكل مبالغ فيه إلى حدّ ما تصدير 10 ملايين طن هذا العام، وكانت البلاد تعهدت بتصدير ما بين 3 إلى 3.5 مليون طن قبل فرضها الحظر، بالتالي يجب معرفة إذا كانت ستحترم التزاماتها.
والوضع متوتر لأن ليس هناك بلد قادر على التصدير أكثر من المعتاد، وقد تفعل روسيا ذلك إذا حظيت بمحصول جيد، ولكن حتى إذا توقفت الحرب، لن تستعيد أوكرانيا طاقاتها الإنتاجية والتصديرية على الفور.
ونواجه مخاطر حقيقية وطويلة الأمد، ولم نرَ بعد كل الهزات لأننا نشهد في الأسواق العالمية منذ شهرين، تنفيذ عقود موقعة قبل الهجوم الروسي على أوكرانيا، الآن ندخل المرحلة الصعبة، وبالنسبة للقمح، هناك 270 مليون طن من المخزون على كوكب يستهلك 800 مليون طن سنوياً، أكثر من النصف في الصين، التي تتمتع بمخزون يكفيها لمدة عام.
مخزونات الحبوب
ومن دون احتساب الصين، تُعتبر كل مخزونات الحبوب عند أدنى مستوياتها منذ 25 عاماً، ويجب الحفاظ على التضامن والتعاون الدوليين، ولا يمكن ترك البلدان في مأزق بشأن أمنها الغذائي، وفي الوقت عينه، لا ينبغي أن نتفاجأ لوجود بلدان تضع أمنها القومي فوق كل اعتبار، ويجب أن ننتج حيثما أمكن الإنتاج، لا سيما في أفريقيا، لكن من أجل تحقيق ذلك نحتاج إلى السلام والأمن.
القمح يتأثر بالفوضى العالمية ولا يمكن الاستغناء عنه | اندبندنت عربية (independentarabia.com)