العالم بين حربين: لا توسيع ولا نسيان
مقالات استراتيجية - الشرق الاوسط - الشرق الاقصى
العالم بين حربين: لا توسيع ولا نسيان
في أميركا وأوروبا جيل جديد ينزل إلى الشوارع نصرة للشعب الفلسطيني وحقه
ذلك أن حرب غزة، بما سبقها من “طوفان” زلزل إسرائيل وما يدور فيها من توحش إسرائيلي أعاد التذكير بحروب هولاكو وجنكيز خان، كشفت عن ثلاثة أمور مهمة، أولها أن تقليل أهمية الشرق الأوسط للتركيز على الصراع والتنافس في الشرق الأقصى كان أكبر خطأ ارتكبته أميركا منذ رئاسة باراك أوباما، وثانيها أن أميركا تأخذ الدور الأول في اللعبة حين تنخرط في الصراع على رغم انحيازها الأعمى إلى إسرائيل وعدوانها، بحيث تكسف أدوار الصين وروسيا، وثالثها أن في فلسطين جيلاً جديداً يتولى الصراع بشكل حاسم مهما تكن الكلفة، وأن في أميركا وأوروبا جيلاً جديداً ينزل إلى الشوارع نصرة للشعب الفلسطيني وحقه، فلا تأثير عليه للأساطير والدعاية والغيبيات الصهيونية.
وكما في حرب أوكرانيا كذلك في حرب غزة: ازدواجية المعايير، القوى التي تنتقد الغارات الروسية على المدنيين والبنية التحتية في أوكرانيا تصمت عن التوحش الإسرائيلي ثم تقول شيئاً لرفع العتب عندما يصبح التوحش فوق الحدود في غزة، والقوى التي تدين التوحش الإسرائيلي تصمت عن أقصى العنف الروسي في أوكرانيا. وكما دارت تكهنات حول توسيع حرب أوكرانيا تدور حالياً تلويحات بتوسيع حرب غزة وتحذيرات من ذلك، لكن الواقع أنه لا توسيع حرب أوكرانيا بدا ممكناً من دون مضاعفات خطرة تقود إلى حرب عالمية نووية، ولا توسيع حرب غزة سوى وصفة لأخطار على الشرق الأوسط كله، كما على مصالح الكبار في الإقليم والعالم.
ألم يقل الفيلسوف هيغل “التاريخ للحرب وليس للسلام تاريخ”.
صقر للدراسات
24-11-2023
المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب
العالم بين حربين: لا توسيع ولا نسيان | اندبندنت عربية (independentarabia.com)