دراسات الحرب

أوكرانيا تعد لحملة شتاء ضخمة بالمسيرات ضد القوات الروسية

دراسات الحرب - اوكرانيا - روسيا

أوكرانيا تعد لحملة شتاء ضخمة بالمسيرات ضد القوات الروسية

حصري:يدق ثاني شتاء منذ بدء النزاع الأبواب فيما تسير القوات الأوكرانية باتجاه قتال طاحن، لكن في مواجهة درجات الحرارة الجليدية لا يزال لدى كييف وخبراء تسيير الدرونز أمل في تحقيق إنجازات تستحق الاحتفال بها، كما يقول جنرال رفيع المستوى

تستعد أوكرانيا لإطلاق هجوم كبير ضد روسيا باستخدام المسيرات خلال الشتاء، عندما تعوق الظروف الجوية سير الهجمات البرية، وفقاً لجنرال رفيع المستوى.

وقال اللواء سيرهي بارانوف رئيس الوحدة العسكرية المشرفة على عمليات المسيرات إن القرم والمناطق الحدودية داخل روسيا ستواجه قصفاً جوياً جديداً، مضيفاً أن كييف تضع نصب أعينها القواعد العسكرية والبنية التحتية التابعة لفلاديمير بوتين. وأشار إلى نية كييف البناء على “النجاحات الكبيرة” التي تحققت خلال الأسابيع الأخيرة، حين استهدفت أوكرانيا الأصول العسكرية والمواقع البحرية الحيوية التابعة لموسكو، باستخدام مسيرات انتحارية.

أطلقت قوات فولوديمير زيلينسكي في إطار هجومها المضاد سرباً من الطائرات المسيرة على غرب روسيا وشبه جزيرة القرم، كما رفعت أوكرانيا وتيرة الهجمات على البحر الأسود، حيث يبقي بوتين أصوله البحرية الثمينة وضربت السفن الحربية الروسية بمسيرات بحرية.

وهاجمت أوكرانيا، بمساعدة مخربين، قواعد جوية في العمق الروسي، فدمرت قاذفة قنابل بعيدة المدى من طراز “تي يو 22 أم” وألحقت الأضرار بطائرتين أخريين.

وفيما أصبحت كييف تعتمد إلى حد كبير على تصنيع المسيرات والتدريب على استخدامها محلياً، لا شك في أن المساعدة العسكرية من الحلفاء في الغرب عززت الحملة. وفي مايو (أيار) من هذا العام، تعهدت الحكومة البريطانية تزويد أوكرانيا بمسيرات بمدى 200 كلم.

وقال الجنرال بارانوف “إن نيتنا هي البناء على الخبرات التي راكمناها على مدار السنوات الماضية واستخدام المسيرات لإلحاق آثار مدمرة  بالروس في وقت يصيب فيه القتال كثير من الركود (الجمود في موسم الشتاء). نحن على ثقة بأننا نملك بعض أمهر مسيري الطائرات من دون طيار وأكثرهم خبرة”.

وخلال فصل الشتاء الماضي شهدنا ركوداً في القتال بأوكرانيا حين أصبح الجزء الأكبر من منطقة دونباس غير سالك، لكن هذا العام قد يتبين أن الفترة السابقة لفبراير (شباط) ذات أهمية حيوية في حسم مستقبل الصراع، إذ تحرص أوكرانيا على تفادي إعطاء روسيا الفرصة لاستجماع قواها خلال فترة تخف فيها وتيرة الهجوم المضاد.

كما أعان الجنرال بارانوف إن كييف تتوقع من روسيا أن تطلق “عدة هجمات مضادة” – وهذا ما يتوافق مع التكهنات المتزايدة بأن روسيا حرصت خلال الأسابيع الماضية على تخزين صواريخها ومسيراتها كي تضرب بها البنية التحتية لمنشآت الطاقة عند بداية الشتاء، فتغرق المدنيين الأوكرانيين في العتم والبرد القارس. وأضاف “إن الروس حذرون. ولديهم كثير من الأفراد في الخدمة ومن الموارد، وهم يتحضرون منذ وقت طويل لحرب بهذه الضخامة، لكن الحرب بالنسبة إلى الشعب الأوكراني مكلفة”.

أما بالنسبة إلى سبب تركيز أوكرانيا في استخدام مسيراتها على أهداف في القرم، خلال الأشهر الأخيرة، فأوضح الجنرال بارانوف أن كييف تعد ذلك الإقليم – الذي ضمته روسيا بشكل غير شرعي في عام 2014 – حلقة وصل لوجيستية حيوية لقوات موسكو في الميدان. وقال لـ”اندبندنت”، “حاول الروس تركيز الذخيرة والمعدات والأفراد (هناك). والهدف من هذه الاستعدادات هو المحاولة لجعل المنطقة تبدو وكأنها منطقة روسية. وهي ليست كذلك. نحن نقاوم ذلك بشراسة”.

وفي معرض مناشدته الحلفاء في الغرب أن يستمروا بالإمداد العسكري حتى خلال الحرب التي تتصاعد وتيرتها بين إسرائيل و”حماس”، قال إن أوكرانيا لن تكون مستعدة للشتاء تماماً إلا إذا أخذت حاجتها الملحة من الذخيرة.

وشرح الجنرال “نحتاج تحديداً إلى ذخيرة 155 ملم، وهي قذيفة مدفعية يعتمدها “الناتو” (للهجوم القصير المدى)، كما نحتاج إلى وفرة من الذخيرة ذات المدى البعيد مثل صواريخ (جاي أم أل آر أس) GMLRS و(آي تي أي سي أم) ATACM. وسوف تساعد طائرات (أف 16) وأنظمة (أي دي) الحرارية على حماية مجالنا الجوي وتوفر لنا فرصة الضرب والدفاع عن أراضينا”.

“ولكي تنجح مساعي سلاح الجو الأوكراني ضد روسيا، نحتاج إلى كمية الذخيرة نفسها التي تستخدمها روسيا، كما تعلمون، نحن نتلقى مساعدة من الغرب في ما يعني الذخيرة، ونحن ممتنون للغاية لذلك”.

“نخوض في الوقت الراهن حرباً على جبهات عدة، ولذلك فأية ذخيرة إضافية تعد مكسباً”.

ولدى سؤاله عن آخر التطورات في المعركة على أدفيكا، المركز الصناعي الصغير الذي يقع في مكان استراتيجي في شرق أوكرانيا، ردد الجنرال بارانوف ما زعمه السيد زيلينسكي وأجهزة الاستخبارات الغربية من أن روسيا تكبدت خسائر جسيمة في إطار اندفاعها للاستيلاء على البلدة. وقال إن السيد بوتين يستخدم أعداداً كبيرة من القوات التي تفتقر إلى الخبرة وتمت تعبئتها أخيراً في سياق الهجوم، وإن موسكو لا تحاول حتى أن تستعيد جثامين جنودها من ميدان المعركة. وأضاف أن روسيا خسرت “نحو 20 مركبة مدرعة… فيما قتل أو أصيب نحو 250 جندياً”.

وختم الجنرال بارانوف بقوله “لا تزال (جثثهم) في ميدان المعركة، ويستمر الروس بمحاولة اقتحام مواقعنا. إن أكبر نقطة ضعف لدى الروس هي استمرارهم بإرسال أشخاص غير مجهزين – حشد الناس وحشد الموارد. ليسوا على مستوى جيد [من التجهيز] وليسوا مستعدين للقتال، لذلك يتكبدون خسائر جسيمة”.

© The Independent

 صقر للدراسات

16-11-2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى