صقر للدراسات – تقرير حالة – سياسة التأثير الصينية في الشرق الأوسط
العالم -الإقليم – العلاقات الدولية -السياسة والاقتصاد

صقر للدراسات – تقرير حالة – سياسة التأثير الصينية في الشرق الأوسط
العالم -الإقليم – العلاقات الدولية -السياسة والاقتصاد
05 شباط، 2021
اصبحت الصين قوة دولية مؤثرة في نطاق التنافس الثلاثي الامريكي الروسي الصيني الدولي وتأثيره على الشرق الأوسط ، وقد طورت الصين مسارات القدرة العسكرية وإعادة تأهيل القوة وتنظيمها بما يتلاءم مع استراتيجيتها الحديثة وبما يمكنها من الوجود البحري والتنافس التقني الاستراتيجي الصاروخي والمعلوماتي ، وتعمل على اتمتة القوات المسلحة الصينية ، فضلا عن الانتشار الاقتصاد واستخدام ابعاد القوة الناعمة ، وتمكنت الصين من تحقيق سياسة التواجد والوصول الى العالم والشرق الاوسط المتنازع عليه بين القوى الثلاث (الصين -روسيا- الولايات المتحدة) بعد تراجع التأثير الأمريكي خلال العقد الماضي على اثر سياسة الحزب الديمقراطي الأمريكي الساعية الى الانعطاف عن الشرق الأوسط ، وتقدم الصين منافع ومساعدات للدول في التقنيات الحديثة والتسليح والتصدي لجائحة كورونا ، فضلا عن مشروعها الواعد ( الحزام والطريق) الذي يضمن النفوذ العالمي لها ، ومن ابرز المؤشرات التي تؤكد حضورها القوي في الشرق الاوسط هو:
- باتت الصين الشريك التجاري الأكبر للدول العربية في النصف الأول من عام 2020، إذ تجاوزت التبادل التجاري 115 مليار دولار، منها شراكات استراتيجية شاملة مع 12 دولة عربية؛ وخلصت دراسة استقصائية جديدة أجراها “الباروميتر العربي“، إلى أن الصين ينظر لها على أنها أكثر إيجابية من الولايات المتحدة.
- جعلت الحكومة الصينية مبادرة الحزام والطريق اساس خطة انتشارها الإقليمي في العالم والمنطقة، وهي المبادرة التي تهدف إلى توسيع التجارة العالمية من خلال إنشاء شبكات من الطرق والموانئ والمرافق الحيوية الأخرى عبر دولة عديدة في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وانظمت 18 دولة في المنطقة لهذه المبادرة بما فيها إسرائيل الحليف الرئيسي لواشنطن في المنطقة.
- استثمرت الصين في جميع أنحاء آسيا وأوروبا وأفريقيا وذلك “لربط كل هذه القارات من خلال بناء أو المساعدة في بناء أو المساعدة في تمويل الموانئ والقواعد العسكرية، وإقامة شراكات اقتصادية واستراتيجية قوية مع دول الشرق الأوسط الكبير” كما يقول رئيس الجغرافيا السياسية بمعهد أبحاث السياسة الخارجية في بنسلفانيا، روبرت دي كابلان، في تصريحه لموقع “فويس أوف أميركا“؛ أن الصين يمكنها الهيمنة على طريقة التجارة الأفرو-أوراسيا، من خلال ربط أوروبا بشرق آسيا عبر الشرق الأوسط.
- يقول المحللون إن المنافسة الشرسة بين الصين والولايات المتحدة عززت رغبة واشنطن في تقليل الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط، والتي كان البعض يضغط من أجلها منذ سياسة إدارة أوباما “المحورية نحو آسيا” قبل 10 سنوات.
- حققت الصين علاقات متميزة مع ايران فإن وتحمل أهمية خاصة لكلا البلدين. وبسبب العقوبات والعزلة المتزايدة على الساحة العالمية، لجأت طهران إلى الصين للحصول على دعم اقتصادي وعسكري، بينما تبحث بكين عن موارد طاقة أرخص. وبحلول عام 2019، وصل التبادل التجاري بين بكين وطهران إلى أكثر من 23 مليار دولار، بزيادة تقارب 10 أضعاف، وفقا لبيانات وزارة التجارة الصينية.
- تمتلك ايران شبه هيمنة مطلقة على الرقع الحيوية في الشرق الاوسط كالعراق ولبنان وسوريا واليمن بما يضمن للصين الوصول السياسي والاقتصادي وربما لاحقا العسكري من خلال حليفها الإيراني؛ لاسيما بعد زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، أقام البلدان ما يسمى بالشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2016، مما أعطى الصين موطئ قدم في منطقة كانت صعبة الوصول لها .
- قال الأستاذ المساعد في العلاقات الدولية والدراسات الأمنية في جامعة جاجيلونيان البولندية، فويتشيتش ميشنيك، إن “إيران قوة مهمة للغاية، خاصة بعد التدخل الأميركي في العراق عام 2003، اكتسبت إيران من حيث القوة النسبية في المنطقة”، مردفا: “إنها تستخدم وكلائها من سوريا إلى اليمن” ولم يشير الى العراق
تحليل
- تؤكد المؤشرات الحيوية والرقمية ان الصين باتت شريك تجاري لأكثر من 12 دولة عربية ، وهناك تبادل تجاري كبير بينهم ، فضلا عن المنافع المالية والتقنية والمساعدات التي تقدمها الصين لهم ، ويبدوا انها تجيد استخدام الجزرة في العلاقات الدولية ، ومن المرجح ان تتطور الصين حضور اكبر من الولايات المتحدة وروسيا واوروبا في الشرق الاوسط في ظل المعطيات الحالية ، مقارنة بالمؤشرات الرقمية التي تؤكد الحضور القوي لها
- تشكل مبادرة الحزام والطريق الاستثمار العالمي الاكبر للصين ؛ الذي يحقق لها الوصول السياسي والاقتصادي لدول العالم ، لاسيما الشرق الاوسط المتنازع عليه ، وتشير المبادرة الى استثمار الاراضي والموانئ واستحداث الطرق ضمن مسارات رئيسية وثانوية بحرية وبرية تحقق للصين نفوذ دولي وعالمي كبير يفوق التأثير الأمريكي المتزعزع والقوة الروسية المطلة على المتوسط ، ومن المرجح ان تدرس الولايات المتحدة الامريكية هذا التحول الاستراتيجي، وتطورا الدور الصيني ، ومن المحتمل ان تعمل إدارة بادين على تحقيق الشراكة التجارية ومناصفة النفوذ من خلال إجراءات الضغط او التفاوض ، مالم يكن للدب الروسي مبادرات مماثلة للتأثير للشراكة ضمن سياق تقارب البلدين
- اصبحت ايران قوة اقليمية دولية فاعلة ، وتستخدم القوة بكافة اشكالها لتحقيق اهدافها السياسة ذات الطابع الاستراتيجي ، وتربطها علاقات متميزة مع الصين وروسيا وكوريا الشمالية ودول أوروبا ، مما يجعلها تحت مظلة الحماية الاممية في ظل الفيتو الروسي الصيني والتأثير الأوربي على مصدر القرار الدولي، ومن المرجح ان يمكنها هذا لعب الادوار الحيوية بشكل أوسع في الشرق الاوسط ، وان تطور ايران من نفوذها الحالي في ظل توافق القوى الدولية على اهمية ايران في الشرق الاوسط .، ومن المحتمل ان تعيد الولايات المتحدة الامريكية الاتفاق النووي مشمولا بالنشاط الصاروخي خلال هذا العام، مما يمنح الدول الكبرى مساحة لإعادة هندسة العلاقات الدولية
صقر للدراسات
واقعية في التحليل
الهيئة الاستشارية
الجمعة، 05 شباط، 2021
12:16 م