دراسات الحربمقالات استراتيجية

قد يشهد القرن الـ21 ثورة مشاة ثانية في طور التكوين – حروب المستقبل ؟ معهد هدسون

دراسات الحرب - دروس من الحرب في اوكرانيا

كيف تدار حروب المستقبل ؟ معهد هدسون

قد يشهد القرن الـ21 ثورة مشاة ثانية في طور التكوين والتطور التقني جعل من عبور الانهر مهمة أقل تعقيدا

نشر معهد هدسون الأميركي تقريرا يتحدث عن الطريقة التي يمكن أن تدار بها حروب المستقبل في ظل الطفرة التنقية التي يشهدها العالم، والدروس المستخلصة من الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ فبراير/ شباط 2022. وخلص التقرير إلى 5 نقاط رئيسية:

الحرب التقليدية

نمط الحرب التقليدي سيبقى سائدا مع بعض التغييرات الطفيفة في الأسلحة والتعامل مع العدو.

وأوضح التقرير أن حرب القرن الـ20 لن تختفي قريبا، فقد عززت الحرب في أوكرانيا الدرس القديم بأن الجغرافيا هي واحدة من أهم المتغيرات في الحرب. وأن أي خطة حربية ستضعها أوكرانيا أو روسيا لا بد أن تكون خاضعة لإملاءات الجغرافيا والتضاريس، كما هو الحال مع الحروب منذ الأزل.

وأشار معهد هدسون في تقريره إلى أن الجبال والأنهار والمطر والطين والثلج ستبقى جزءا رئيسيا في خوض الحروب.

كما أكد التقرير إلى أن الممارسات القديمة في الحروب ستبقى كما هي من حيث أهمية حفر الخنادق واستخدامها في الحروب. فقد أظهرت الحرب في أوكرانيا أن جزءا كبيرا من المعارك البرية كانت عبارة عن مناوشات بين وحدات المشاة على طول الخنادق، حيث تقوم تلك الوحدات بالقتال بينما تقوم الوحدات الهندسية ببناء وصيانة مواقع محصنة بطول كيلومترات.

كما ستستمر أهمية سلاح المدفعية في خوض الحروب كما في الحرب على أوكرانيا، لكن عمليات المدفعية باتت أكثر تعقيدا من قبل بسبب الرادارات والمضادات الأرضية والطائرات المسيرة.

2- ثورة مشاة ثانية في طور التكوين

ورغم أن ديناميكيات ساحة المعركة بقيت كما هي فإن التقنيات التي شهدتها صناعة الأسلحة أحدث تغييرا كبيرا في كيفية إدارة المعركة. فالخنادق وجدت لتبقى ولكن الطائرات المسيرة تراقبها، وكان عبور الأنهار مهمة شاقة في الحروب السابقة لكن التطور التقني جعل من عبورها مهمة أقل تعقيدا، إذ يمكن قصف الجهة المعادية من طرف النهر وتقدم القوات بعدها.

ووفقا للتقرير، فإن التغيير الأكثر وضوحا في ساحة المعركة الذي أحدثه عصر التقنية الجديدة هو تمكين المشاة على الأرض، فقد يشهد القرن الـ21 ثورة مشاة ثانية في طور التكوين.

فالأسلحة المضادة للدبابات ذات القدرة على الهجوم أعطت وحدات المشاة ميزة غير متماثلة ضد الدروع الثقيلة، خاصة في المناطق الحضرية والضواحي.كما حولت منظومات الدفاع الجوي المحمولة أطقم الدفاع الجوي الأرضية إلى وحدات متنقلة وخطيرة.

3- الشركات الأمنية

شهدت الحرب على أوكرانيا ظهور لاعبين جدد في ساحة المعركة تمكنوا من التأثير على مجريات الحرب ومسارها، وأشار تقرير معهد هدسون إلى أن الفاعلين الجدد هي الشركات الأمنية مثل فاغنر الروسية وإيروروزفيدكا الأوكرانية.

كما توقع التقرير أن تظهر المزيد من الكيانات الشبيهة بفاغنر في الفضاء السوفياتي السابق في محاولة للاستفادة من “تآكل قدرات الدولة الروسية”.في حين تعمل مجموعة إيروروزفيدكا على تطوير طائرات مسيرة وحلول شبكات للقوات المسلحة الأوكرانية. وبعد الحرب الروسية، قامت مجموعة التكنولوجيا الفائقة بتطوير ونشر طائرة آر-18 أوكتوكوبتر، التي تحمل قنابل آر كي جي-1600 المضادة للدبابات، لتدمير الدبابات الروسية قبل أن تصل إلى منطقة القتال.

ويوضح صعود فاغنر وإيروروزفيدكا كيف أن مستقبل الحرب لا يقتصر على القوات المسلحة النظامية والجماعات المسلحة التقليدية غير الحكومية.

4- الاسلحة غير المأهولة

كما أشار التقرير إلى أن الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة التي يستخدمها الروس والمركبات المسيرة البحرية الصغيرة التي تستخدمها أوكرانيا ستصبح منتشرة في كل مكان ويصعب القضاء عليها، مما يشكل تهديدا متزايدا للنموذج الدفاعي الصناعي الحالي في أنحاء مختلفة من العالم.وساهمت الطائرات المسيرة، سواء المحملة بالصواريخ أو الانتحارية، في إعادة تشكيل ساحة المعركة وهو ما شهدته ساحة المعركة في أوكرانيا.

5- مسرح عمليات غير مستقر

يستمر الصراع المسلح في ساحة المعركة ويحتدم القتال العنيف، لكن الجيوش لا تزال في مكانها إلى حد كبير.في منطقة الهجوم الجنوبية، تسجل القوات المسلحة الأوكرانية تقدما محدودا على طول محوري أوريخيف وفيليكا نوفوسيلكا. روبوتين في منطقة زاباروجيا وأوروزين في منطقة دونيتسك هما محور العمل الهجومي لأوكرانيا على طول هذه المحاور. وفقا للمخابرات البريطانية، نشر الروس وحدات رمضان قديروف الشيشانية، كتيبة قوات أحمد، للاحتفاظ بالخط في روبوتين.وفي وقت كتابة هذا التقرير، اكتشفت جهود تحديد الموقع الجغرافي دبابات قتال رئيسية من طراز تي-72 الأوكرانية إلى الشرق من روبوتين، وتنظر بعض التقييمات إلى هذا الدليل على أن الجيش الأوكراني يحاول على الأرجح الالتفاف على الدفاعات الروسية في المدينة.

وفي المقابل، تكثف روسيا العمل الهجومي الروسي حول خاركيف، لكنه فشل في إحداث تغييرات كبيرة على الأرض. من المحتمل أن تعتبر القيادة العسكرية الروسية هذه العمليات القتالية في الشمال محاولة لإلهاء أوكرانيا عن جهودها الرئيسية في المحور الجنوبي.
المصدر : الصحافة الأميركية
صقر للدراسات
دراسات الحرب دروس حروب المستقبل
15-12-2023

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى