دراسات الحربرصد وتقييم المؤشراتشؤون استراتيجية

صقر للدراسات تقرير حالة – تحذير من عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا والعراق

العراق – أمني -مكافحة الارهاب

صقر للدراسات تقرير حالة – تحذير من عودة نشاط تنظيم داعش في سوريا والعراق

العراق – أمني – مكافحة الارهاب

 

تناولت وسائل الاعلام المختلفة وعلى راسها موقع “الحرة” وصحيفة وول “ستريت جورنال” و “نيويورك تايمز”. أكثر من تقرير وخبر، يغطي نشاط ملحوظ لتنظيم داعش في العراق وسوريا؛ واستعرضوا سياق الاحداث المتوالية على مدى أعوام، لاسيما بعد ان فقد التنظيم سيطرته على الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا في الفترة من 2017 الى 2019.وانشغل الاعلام والاوساط الأمنية بأحداث سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة شمال سوريا، الذي تسيطر عليه قوات سوريا الديموقراطية، ويحتوي على نحو 12 ألف داعشي من نحو 50 جنسية[1]، وقد تعرض لهجوم في 20 يناير الماضي، حيث جرت معارك شرسة على محيط السجن وخارجه وداخله تدخلت فيها القوات الامريكية ، وأفادت قوات سوريا الديموقراطية بمقتل نحو 500 شخص، 374 منهم مرتبطون بداعش. كما تضمنت حصيلة القتلى حوالي 40 مقاتل من أفرادها، و77 من حراس السجون وأربعة مدنيين.[2]

وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من استعادة السيطرة على السجن وانهاء الاحداث نسبيا ، وتشير تلك الاحداث الى مخاطر حقيقية امام العراق وسوريا من جراء نشاط هذا التنظيم ، مع ملاحظة سياق التحول الاستراتيجي لعقيدة التنظيم من مسك الأرض والتأسيس مركزيا ، الى حروب الاستنزاف والعصابات واختيار الأهداف الرخوة ، وعقيدة اقتحام السجون ، وقد جرت عمليات مماثلة في العراق عندما اقتحم تنظيم القاعدة سجن أبو غريب” وتهريب عدد من التكفيرين في أيلول (سبتمبر) 2004، والمحاولة الثانية عام 2013، إذ استطاع التنظيم اقتحام “سجن أبو غريب”، و”سجن التاجي”، وتهريب نحو 600 تكفيري، (كانوا النواة الأساسية التي شكلت الطبقة الحاكمة لتنظيم “داعش” في ما بعد) [3]، ولايزال معتقلي التنظيم الاجانب على نفس الأراضي في سوريا والعراق ، ولم يتم ترحيلهم لان الدول ترفض استقبالهم وهم من 50 جنسية ، ويشكل ذلك عامل تهديد، ويشي وجود 50 جنسية وافدة الى قصر النظر بالمعلومات عن التركيبة الديموغرافية لهذا التنظيم ، وسياق التجنيد ، والتعاون ، والتسهيلات المقدمة له من دول متعددة ، وترى تلك الدول في اغراق العراق بالإرهاب منفعة لها ، ونستعرض التفاصيل لما ورد في الاعلام الناطق باللغة العربية عن نشاط ، كما يلي:

التفاصيل

  1. نيويورك تايمز تقول الصحيفة إن “معركة سجن الحسكة تسببت بمقتل مئات الأشخاص وأجبرت القوات الأميركية على التدخل[4]، وقدمت تذكيرا صارخا بأنه بعد ثلاث سنوات من انهيار ما يسمى خلافة داعش، لا تزال قدرة التنظيم على خلق العنف والفوضى مستمرة.
  2. تقول الصحيفة ان تنظيم داعش، ليس قويا كما كان في السابق، لكن الخبراء يقولون إنه بمرور الوقت سيتوسع مع توفر الظروف الملائمة لذلك في البلدان غير المستقرة التي ينشط بها. ويقول الأستاذ المشارك في الكلية الحربية البحرية الأميركية كريغ وايتسايد: “إنها حقا مسألة وقت قبل أن تسنح الفرصة مرة أخرى لداعش للعودة مجددا”؛ ويضيف أن “قدرة التنظيم على حشد عشرات المقاتلين واقتحام سجن تديره قوات مدعومة من الولايات المتحدة في ظل معلومات عن احتمال استهدافه، يعد إنجازا بالنسبة لداعش”.
  3. تنقل الصحيفة عن مسؤول أميركي كبير، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن “الهدف المحتمل للعملية هو تحرير بعض القادة والمقاتلين الكبار أو العناصر من ذوي المهارات المحددة، مثل صنع القنابل”، مرجحا “هروب نحو 200 سجين” من جراء الهجوم على سجن الحسكة.
  4. قبل مهاجمته لسجن الحسكة، كان تنظيم داعش في سوريا يعمل بشكل أساسي في مناطق شرق البلاد ذات الكثافة السكانية المنخفضة، حيث لجأ مقاتلوه إلى الصحراء للتخطيط لهجمات على الحكومة السورية والقوات التي يقودها الأكراد، وفقا لمحللين وسكان محليين. وخلال الفترة بين عامي 2018 و2021، صعد التنظيم من عمليات الاغتيال التي طالت زعماء محليين وشخصيات عشائرية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص[5]. وفي الآونة الأخيرة، وقد نفذ التنظيم عمليات ابتزاز ضد شركات محلية من أجل الحصول على المال.
  5. نفذ التنظيم سلسلة من الهجمات على نقاط تفتيش معزولة تسببت في التخلي عن بعضها، على حد قول دارين خليفة، المحللة السورية البارزة في مجموعة الأزمات الدولية. وتقول خليفة إن “الوضع أصبح أكثر سوءا في عام 2021، ليس بسبب كثرة الهجمات على نقاط التفتيش، ولكن لأن تلك الهجمات جعلت قوات الأمن خائفة من إقامة نقاط تفتيش”. وأضافت أن “عوامل أخرى ساهمت في استمرار تنظيم داعش، ومنها أن قوات سوريا الديمقراطية كانت تجد صعوبة في كسب ثقة السكان المحليين في المناطق ذات الغالبية العربية الساحقة”. و”كثرة الثغرات في المناطق الحدودية والفقر المدقع الذي يسهل على التنظيم تهريب الأسلحة والأشخاص”.
  6. الحرة الامريكية: بحسب الخبير في الحركات الراديكالية، حسن أبو هنية، بعد فقدان سيطرته على الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا، عاد التنظيم إلى سيرته الأولى، من حيث بدأ، حيث رجع للعمل كمنظمة، بشكل لا مركزي، مستخدما تكتيكات حرب العصابات والاستنزاف، “وبالتالي كانت هجماته تعتمد على العبوات والكمائن والاغتيالات والقنص، للحفاظ على هيكلته”. وعملية سجن غويران في الحسكة لفتت الأنظار إلى مستوى آخر متقدم من العمليات ذكرنا بعمليات قادها التنظيم مثل “هدم الأسوار”، على شاكلة تخليص وتحرير معتقليه التي أسفرت في 2013 عن تحرير سجناء في أبو غريب، كان منهم أبو عبد الرحمن البيلاوي الذي قاد اقتحام الموصل فيما بعد، ثم السيطرة على هذه المدينة الكبيرة شمالي العراق. [6]
  7. في العراق، نفذ التنظيم هجوما مؤخرا في ديالى، أسفر عن مقتل 10 جنود وضابط في موقع عسكري تابع للجيش، وقبلها قطع رأس ضابط شرطة أمام الكاميرا. وأعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، السبت 29 يناير، عن الإطاحة بخلية من أربعة اشخاص تجمع أموال الإتاوات لصالح تنظيم داعش الإرهابي غربي محافظة نينوى شمالي البلاد[7].
  8. المتحدثة الإقليمية للخارجية الأميركية، جيرالدين غريفث، تؤكد في مقابلة لها على قناة “الحرة”، أن هذه الهجمات الأخيرة دليل على أهمية مواصلة الجهود الدولية للحفاظ على هزيمة داعش. وتقول غريفث: رغم هزيمة خلافة داعش على الأرض، لا تزال هناك تحذيرات أمنية وبالتالي تم تكريس الجهود الأميركية في إطار التحالف الدولي لمزيد من الشراكة مع قوات الأمن العراقية بالإضافة إلى قوات البشمركة وقسد ومنع هجمات داعش على المدنيين الإرهابيين”.
  9. النائب السابق لوزير الدفاع الأميركي، مايكل مولروي، قال في مقابلة مع قناة “الحرة” إن “داعش قام بهجمات في الرقة والحسكة وديالى وذلك يظهر أنه لو لم نستمر في هذه المهمة، ورأيي أن نعود إلى زيادة عدد القوات، ومزيد من التعاون بين الولايات المتحدة والقوات العراقية.
  10. حذر الخبير في الحركات الراديكالية، حسن أبو هنية من جيل جديد من المقاتلين، مشيرا إلى أنه “كل عشر سنوات نرى تجدد الأجيال، وما كانوا يسمون بأشبال الخلافة أصبحوا شبابا حاليا”. وأوضح: “نتحدث حاليا أيضا عن 12 ألف مقاتل في السجون منهم ألفان من الأوروبيين، ولا يتعامل أحد مع الأمر بجدية، فضلا عن 70 ألف من عوائل داعش في مخيمات مثل الهول وغيره، وهو ما أعتبره “جيشا في الانتظار”.
  11. يشير أبو هنية في حديثه مع موقع “الحرة” إلى أن “كل التقارير الاستخبارية تتحدث عن عودة التنظيم، خاصة أنه لا يزال لديه عشرة آلاف عنصر فاعل و20 ألف آخرين عبارة عن خلايا نائمة ويمتلك تمويلات 300 مليون دولار واحتياطات مالية، فضلا عن أنه يحصل على إتاوات، فلا يمكن أن يمر النفط أو الغاز يمر بسهولة”.
  12. الخبير العسكري العراقي، إسماعيل السوداني: قال في مقابلة مع قناة “الحرة” إن “هناك ظروفا تلائم داعش ليظهر ما بين فترة وأخرى، بعضها يرتبط بالوضع السياسي والأمني والاقتصادي والخلافات السياسية، وهناك عوامل داخل المؤسسة العسكرية”، مشيرا إلى أنه “من الواضح أن هناك ضعفا في التدريب والقيادة والسيطرة والاستخبارات والقضايا اللوجستية”.

تعليق

من خلال استعراض ما تم تداوله في وسائل الاعلام الأجنبية والعربية ، واراء الخبراء الأجانب والعرب والعراقيين حول الاحداث الأخيرة والعمليات الإرهابية لتنظيم داعش بما يشير الى عودة نشاط تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق ، ومن خلال متابعة احداث سجن الصناعة في الغويران بالحسكة وسياق الهجمات والعمليات والعمل على مهاجمة السجون ، اذا يرز تحدي حقيقي يتطلب معالجته لاسيما في العراق والعمل على ترحيل المعتقلين الاجناب ان وجدوا وتعزيزا الإجراءات الأمنية الوقائية، فضلا عن احكام السيطرة على الحدود الغربية الشمالية والمرتبطة جغرافيا بالحسكة ودير الزور وما لها من اتساق بالمسرح العسكري الأمني العراقي ، ويتطلب ذلك من الحكومة العراقية تفعيل خارطة طريق سياسية عسكرية مجتمعية لتعزيز الامن الانسيابي ، وجعل المواطن شريك امني في مناطق سكنه ن مع تعزيز إجراءات الحماية الذاتية ومسك الحدود واليقظة ، فضلا عن تعزيز قدرات القوات المسلحة وتعزيزها بخبرات عسكرية عراقية سابقة ملمة بالبيئة العسكرية والأمنية العراقية ، وتطوير أداء الاستخبارات ، واستقاء المعلومات ، ومرونة العمليات العسكرية بما يواكب التحولات في بيئة العمليات لمحاربة داعش ، وتعمل الدولة على تجفيف منابع الإرهاب لاسيما المالية منها وحرمان التنظيمات الإرهابية من إعادة التمويل ، والاعتماد على الموارد المحلية والاتاوات وجمع الأموال بالتهديد ، وهذا يتطلب اليات عمل حثيثة لتتبع الأموال وحركتها ، فضلا عن ترسيخ الامن الداخلي في المناطق النائية ، ومتابعة التفاعل المجتمعي وماهي اضرار تلك التنظيمات عليهم

وفي مؤشر العمليات للتنظيم داعش خلال عام 2021 في كل من سوريا والعراق ، يتضح لنا ان هناك خطر حقيقي وتهديد واضح يشير لعودة هذا التنظيم اقوى من السنوات الماضية، ورغم كل تلك الحقائق الملموسة والواردة في التقرير ، الا ان هناك عوامل متعددة وكثيرة منحت هذا التنظيم فرصة إعادة تنظيم نفسه ، والتحول الى التاثير الفعلي باستخدام حرب العصابات ، ومن المؤكد الاحداث السياسية الإقليمية والنزاعات والاضطراب السياسي الداخلي فضلا عن الخلل الاجرائي للتحالف الدولي ، وكذلك سوء تقدير وتحليل البيئة الاستراتيجية ( بيئة التهديد) ، ويبدوا ان كل من سوريا والعراق لم ينتبهوا لخطورة بقاء المقاتلين الأجانب الذين قدموا من مختلف دول العالم من أوروبا واسيا وافريقيا ، مما يشير الى ضعف الإجراءات او عدم رغبة الأطراف الدولية الاقليمية انهاء هذا الملف المعقد والخطير ، لاسيما انه لا يهدد سلامة العراق وسوريا فحسب بل والمنطقة برمتها ، وكذلك الامن والسلم الدوليين ، نظرا لتوسع نشاط هذا التنظيم الى أوروبا وأفريقيا واسيا كما ذكرته التقارير ، ومن الضروري الاخذ بنظر الاعتبار خطورة ما طرح من مؤشرات حيوية تشي بدور ما لدول مستفيدة ، من المحتمل انها تقدم التسهيلات او تغض الطرف عن نشاط التنظيم ، فضلا عن سوء التقدير وهشاشة الإجراءات الوقائية التي يتطلب اتخاذها لتحقيق الأمن المستدام في كل من سوريا والعراق .

صقر للدراسات

واقعية في التحليل

‏الثلاثاء‏، 01‏ شباط‏، 2022

 

[1] . “جيش في الانتظار”.. تكتيكات لا مركزية لداعش ومخاوف من “العودة” (alhurra.com)

[2] . هجوم سجن الحسكة.. مقتل 500 بينهم طفلين وكشف “مؤامرة أكبر” (alhurra.com)

[3] . الدّواعش وعقيدة اقتحام السّجون | النهار (annahar.com)

[4] . الكشف عن الهدف من هجوم السجن .. وأسباب وراء عودة داعش | الحرة (alhurra.com)

[5] . وفقا لدراسة أجرتها شبكة ناشطين محليين في دير الزور

[6] . “جيش في الانتظار”.. تكتيكات لا مركزية لداعش ومخاوف من “العودة” | الحرة (alhurra.com)

[7] . العراق.. القبض على خلية تجمع الإتاوات لصالح داعش | الحرة (alhurra.com)

 

المصادر

  1. جيش في الانتظار”.. تكتيكات لا مركزية لداعش ومخاوف من “العودة” (alhurra.com)
  2. هجوم سجن الحسكة.. مقتل 500 بينهم طفلين وكشف “مؤامرة أكبر” (alhurra.com)
  3. الدّواعش وعقيدة اقتحام السّجون | النهار (annahar.com)
  4. الكشف عن الهدف من هجوم السجن .. وأسباب وراء عودة داعش | الحرة (alhurra.com)
  5. العراق.. القبض على خلية تجمع الإتاوات لصالح داعش | الحرة (alhurra.com)
  6. “جيش في الانتظار”.. تكتيكات لا مركزية لداعش ومخاوف من “العودة” | الحرة (alhurra.com)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى